وسيكون لما أكدته "ناسا" تداعيات كبيرة في دراسة المريخ، لأن وجود الماء قد يعني وجود حياة ميكروبية من نوع ما تبرعمت تحت
سطحه، أي كائنات حية تتنفس وتتحرك خارج الأرض، وسط سكون الكون العملاق، وإن إثبات وجود بحيرات وأنهار فرعية تحت أرضية فيه، قد يساعد على تحقيق حلم الإنسان بالسكن فيه، لأن الماء سيمده بالأوكسجين ويمكنه من الفلاحة والزرع، كما سيشكل مصدراً غنياً لدراسة الكوكب الذي طالما ظهرت فيه ندوب طبوغرافية تحمل بصمات تدفق الماء، لكنها كانت تحتاج لدليل دائماً، إلى أن حصلت عليه "ناسا" وأكدته في مؤتمرها اليوم. "أين أعيش لو كنت ميكروبا على المريخ" وأجمعت معظم الوكالات على معلومات بثتها نقلاً عما صدر عن مؤتمر "ناسا" الصحافي، كما من أسئلة طرحها صحافيون قاموا بتغطيته، وتلخصها "العربية.نت" بأن بيانات بثها قمر اصطناعي يدور حول المريخ منذ 9 أعوام أشارت إلى وجود مياه مالحة تنساب خلال شهور الصيف على سطحه، وتزيد من احتمال أن يكون الكوكب محتوياً على نوع من الحياة، بعد أن ساد اعتقاد على مدى أعوام طويلة بأنه قاحل. ومع أن مصدر المياه وتركيبتها الكيميائية غير معروفة، فإن اكتشافها سيغير تفكير العلماء بشأن ما إذا كان الكوكب الأكثر شبهاً بالأرض في المجموعة الشمسية فيه حياة لكائنات دقيقة تحت قشرته التي تعج بالإشعاعات، لذلك اعتبر جون غرانسفيلد، الإداري المعاون في "ناسا" للصحافيين معلقاً على دراسة نشرتها الاثنين مجلة "نيتشر جيوساينس" "الأميركية: "هذا يفيد بأنه من الممكن أن تكون هناك حياة على المريخ اليوم"، مضيفاً أنه لو كان ميكروباً في المريخ "فلن أعيش بالقرب من واحد من هذه المواقع، بل إلى الشمال أو الجنوب في عمق بعيد عن السطح حيث مزيد من الأنهار الجليدية المكونة من مياه عذبة. ولدينا بعض الدلائل العلمية على وجود تلك الأماكن"، كما قال. وجاء اكتشاف تدفق المياه عندما طور العلماء تقنية جديدة لتحليل خرائط كيميائية لسطح الكوكب حصل عليها القمر الاصطناعي "مارس ريكونيسانس أوربيتر" الراصد المريخ من ارتفاع معدله 300 كيلومتر، والمزود منذ أطلقته "ناسا" في 2006 بنظام تصوير عالي الدقة، معروف باسم HiRISE ويقوم بمسح ودرس كل صغيرة وكبيرة على كوكب واعد بمفاجآت علمية متنوعة، وبتلك التقنية توصلوا إلى مؤشرات على آثار أملاح تتشكل فقط في وجود المياه بقنوات ضيقة منحوتة في جروف قارية عالية في أنحاء المنطقة الاستوائية الخاصة بالمريخ.
ليست هناك تعليقات: